القائمة الرئيسية

الصفحات

شروط رياضة الخلوة

شروط رياضة الخلوة

شروط رياضة الخلوة


بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و سلم 
:

   الخلوة عبارة عن ترك الدنيا بما فيها والاختلاء بعيدا عن الناس وترديد " ورد أو عزيمة أو اسم أو توجه أو آية " بلغه مفهومه أو غير مفهومه مع صيام وإفطار على ما يخلو من روح والنوم عن غلبه وذل وخضوع وخشوع تام حتى إتمام الأمر المراد وهى غير مقيدة بالوقت و الزمان بل هي محددة بدرجة استجابة الشخص للعوالم الخارجية.
و قد اجمع شيوخ الروحانيين إن لهذه الخلوة شروط لابد من التقيد بها ومنها :

1-استخارة الله سبحانه و تعالى : وهو أمر ملازم لكل الأفعال و الأعمال  لكل مسلم ومسلمة يقدم على أمر ما .

2-  التوبة إلى الله سبحانه و تعالى عن كل ما نهى عنه و الخضوع إلى كل ما احل على بني ادم من أكل من الحلال و شرب من الحلال و لباس من الحلال. فلا يمكن إن تتلقى أي استجابة من الملوك الروحانيين و بطنك ملئ بالحرام.

3-استحضار القلب أتناء الخلوة ، فلا يجوز انشغاله بأمور دنيوية تفقدك التركيز في عملك و لكن قم حارسا على قلبك، مهما أراد أن يذهب للتفكر في المحسوسات المعتادات ردده  حتى يعتاد الابتعاد عن الصور المحسوسات.

4-للخلوة لابد لها من مكان منعزل عن الناس جميعا مكان تبتعد فيه عن ملاقاة الخلق جملة و تفصيلا إلا شيخا واحدا يتكلف لك بالمئونة.

5-دوام الذكر في كل وقت و حين أتناء الخلوة.

-6دوام الصوم ،حتى لا ينشغل عقل بالبطن وما يخرج منها :جوع دائم تدريجا بأن تكون تأكل في ليلتك الأولى معتادك من الأكل ثم تنقص كل ليلة قدرا معلوما .

7- ترك أكل كل ما يخرج من الروح الحيواني جملة و تفصيلا.

8-دوام الطهارة حتى لا تجلس دون طهارة ساعة واحدة و لا تنام دون طهارة.

9-التقليل من النوم إلا لقدر الضرورة.

10- اتخاذ أوقات للذكر و باقي ذلك للراحة بأن يتخذ بين الليل و النهار ستة أوقات للذكر يذكر في كل وقت عددا معلوما و هي بعد الصبح و وقت الضحى و بعد الظهر و العصر و المغرب و في جوف الليل بعد النوم و ليكن في اليوم الأول تجعل وردا من الذكر في كل وقت قدر ما لا يشق على النفس و لا تزال حتى تصل إلى استغراق الليل و النهار في الذكر

11-و من شروطها كذلك ترك كل حاجة خارجة عن الرياضة مثل احتياج أهله إلى قوت و ما أشبه ذلك .

12-و من الشروط اللازمة  فيها معاملة الله عز و جل بالعبودية المحضة لوجهه و مجاهدة النفس لأجله و الأعراض عن كل ما سواه

13-و من لزوم  الشروط الحرص على استماع القلب إلى الذكر وقت الذكر مهما انصرف إلى غير ذلك رده بقدر طاقته حتى يعتاده ، فإن حافظت على هذه الشروط بتمامها حتى تبلغ أربعين يوما يقع في قلبك صفاء عظيم تتقوى به على قهر الروحانية إن أردت التصرف بهم و على جذب أسرار الأسماء إن أردت التصرف بها ، و يقع في قلبك حضور عظيم عند الذكر يسرع لك بانصباب أنوار الأذكار في قلبك.
 و من هنا يصح لك ابتداء السلوك إلى حضرة مالك الملوك، فعليك حينئذ بحفظ الشروط المتقدمة و دوام الخلوات و الاستغراق في الذكر، أي ذكر كان، فإنك حين تبلغ أربعين يوما أخرى تجد في قلبك نورا يجذبك إلى النهوض إلى الله بقطع كل عائق يعوقك عن النهوض إلى الله ،فإذا اختليت أربعين يوما أخرى على حفظ ما تقدم مع الاستغراق في الذكر تمكن الصفاء الروحاني في قلبك و قربت من الاتصاف بصفة الملائكة و سمعت الخطاب في قلبك من الغيب، فإن زدت أربعين يوما أخرى طلعت لك ناصية التوحيد الفعلي و ترى أفعال الله السارية في الوجود و ترى الكون كله لا حركة له و ترى يد القدرة الأزلية تحركه عيانا لا اعتقادا ،و من هنا استعد للدخول لحضرة الله و حينئذ تحتاج للشيخ المربي الذي تدخل به إلى حضرة المعرفة بالله و لا مطمع لك إلى المعرفة بدونه لكثرة ما في هذا المقام و ما بعده من المهالك و القواطع و السباسب الملتفة.

14-معرفة تصريفات الدعوة وكل ما يخص خدامها. وهذا أمر هام جدا لان المعرفة دائما تمنع من الزلل ، فمعرفة تصريفات الدعوة " التصريفات تعنى الفوائد المرجوة من الدعوة " وما المتاح منها ألان وما ستحصل علية لاحقا ومن هم خدامها وأسمائهم وطباعهم وأنواعهم ورؤسائهم وقبائلهم وكل شيء عنهم تقريبا وبدون تلك المعرفة فأنت لكذبهم خاضع ولتلبيسهم قانع.

15- التروحن بالدعوة.وهو مما سيعطيك قوة . ومعناه إن تتخذ من قسم الدعوة أو الاسم أو الآية وردا دائما بان تكون هي شغلك الشاغل وهدفك الدائم.رياضة الخلوة